لا يمكن التفكير في عظمة ثورة ديسمبر وعبقريتها, دون أن تقفز إلى الذهن مباشرة تجلياتها وإبداعاتها اللغوية. بل إن تجلياتها اللغوية هذه، هي جزء لا يتجزأ منها, هي الثورة ذاتها. لا تكاد تتشكَّل ديسمبر, وليس لا تكتمل فحسب دون لغتها، وبغير اجتراحاتها اللغوية المدهشة, دون شعاراتها وأهازيجها , أراجيزها, أشعارها وغنائها, بغير نكاتها ومُلَحها وطرائفها, ودونما مفرداتها ومستجداتها اللغوية الملتصقة بها والنابعة منها والمشكلة لها في آنٍ واحد. ديسمبر صنعت لغتها بالقدر نفسه الذي صنعته به لغتها...